فُجع الوسط الفني في مصر بنبأ وفاة عبدالله، إبن الفنانين حسن يوسف وشمس البارودي، يوم أمس الأحد 30 تموز/يوليو عن عمرٍ يناهز الـ 35 عامًا بعد غرقه في الساحل الشمالي.
حظيت وفاة الشاب باهتمامٍ إعلامي كبير، وبتعاطف شديد مع الفنانين اللذين فقدا أصغر أولادهما بشكلٍ مفاجىء.
لم يكن يوسف والبارودي الفنانين الوحيدين اللذين عاشا التجربة الأقسى مع فقدان ابنهما، فقد ذاق من هذا الكأس المرّ الكثير من نجوم الوسط الفنّي، أعانهما حبّ الجمهور على الاستمرار رغم التجربة المرّة التي كان عليهم أن يعيشوها خلف الأضواء وأمامها، حين تصبح أخبار موت أبناء الفنانين محطّ اهتمام الصحافة والجمهور، وتصبح دموع الفنان المفجوع هي الحدث.
أبو وديع
عاش الفنان جورج وسوف تجربة فقدان ابنه الأكبر وديع الذي ارتبط اسمه به بداية العام الجاري.
رحل الشاب ابن الـ39 عاماً يوم السابع من كانون الثاني\يونيو الماضي، بعد إجرائه عملية تكميم معدة.
بعدها بأسابيع تحامل أبو وديع على نفسه ووقف على خشبة المسرح، وحين ناداه الجمهور أبو وديع أغرق بالبكاء.
هاني شاكر.. رحلت ابنته فتولّى تربية ولديها
فقد الفنان هاني شاكر ابنته الوحيدة دينا بعد معاناتها مع مرض السّرطان، عن عمرٍ ناهز الـ 27 عامًا، في 22 حزيران\يونيو 2011.
كانت دينا قد أنجبت توأمين، بنت وصبي، تولّى شاكر تربيتهما بعد رحيل دينا، ولا زالا يقيمان في منزله.
تحامل الفنان على جراحه، وأطلق هدية لابنته أغنية "حبيبة قلبي" التي فطرت قلوب محبيه.
حسن حسني.. مشى مكسوراً في جنازة ابنته
الفنان حسن حسني خسر ابنته فاطمة، التي رحلت عام 2013 بعد صراع مع السرطان أيضاً.
فطر الفنان الكبير القلوب حين مشى مكسوراً، محني الرأس في جنازتها، بعد 7 سنوات لحق حسني ابنته، يومها قيل إنّه ارتاح من حزن أدمى قلبه منذ رحيل فاطمة، حتى يومه الأخير.
قتل ابنه ففكّر بالاعتزال
كشف الفنان ربيع أسمر أنّه فكّر باعتزال الفن، بعد رحيل ابنه، وأنّ المحيطين به أقنعوه بالاستمرار في الغناء، ليتمكّن من تجاوز صدمته وحزنه الكبيرين.
وكشف أسمر بعد سنوات من رحيل ابنه، أنّ هذا الأخير توفي في أواخر العام 2008، حين كان يقاتل إسرائيل.
كما وكشف في مقابلة له، أنّه "لو كان على علم بما يفعله ابنه لمنعه من ذلك بدافع مشاعر الأبوة، والخوف عليه من أن يصيبه مكروه، الأمر الذي جعل البعض يعتقدون أنّ ابنه محمد قتل في سوريا".، ليتبيّن لاحقاً أن الوفاة حصلت في لبنان، قبل 3 سنوات من الحرب السورية.
جريمة في منزل ليلى غفران
لم تكن قد مرّت أشهر قليلة على مقتل الفنانة سوزان تميم، حتى خطفت جريمة أخرى اهتمام الوسط الصحافي، مع مقتل هبة العقاد ابنة الفنانة ليلى غفران في جريمة مروعة.
حصلت الجريمة بتاريخ 07 تشرين الثاني\نوفمبر 2008،وكان عمر المغدورة 23 عامًا، إذ دخل لص إلى الفيلا التي كانت تقطن فيها هبة في مدينة 6 أوكتوبر مع صديقتها، وطعنها بـ30 طعنة أودت بحياتها.
عانت الفنانة سنوات من انهيار عصبي، غير أنّها تمالكت نفسها وخرجت إلى الأضواء من جديد، بعد أن حظيت بتعاطف كبير من قبل جمهورها ومحبيها.
خسرت وحيدها في عزّ شبابه
توفّيت الفنانة مديحة يسري بتاريخ 30-05-2018، عن عمرٍ ناهز الـ97 عامًا بعد صراع مع المرض، والحزن الذي بات لصيقاً بها، منذ رحيل ابنها الوحيد عمرو، بعد تعرّضه لحادث سير وهو لا يزال في الـ26 من عمره.
ظلّ الفنانون حتى وفاته يحتفلون في منزلها بعيد الأم، لتعويضها عن ابنها الوحيد الذي لم تنسَ ذكراه يوماً.
فيروز.. الخسارة الكبرى
خسرت الفنانة الكبيرة فيروز ابنتها ليال التي لم تكن تتجاوز الـ29 عامًا عام 1988 إثر انفجارٍ في المخ، وهو نفس المرض الذي توفّي بسببه زوجها عاصي الرحباني.
لم تنقطع فيروز عن الغناء رغم حزنها الكبير، هي التي عايشت الحزن منذ أن رزقت بابنها "هلي"، الذي عانى منذ ولادته من وضعٍ صحّي أدخل الكثير من الأسى إلى قلب أسرته، لتتكلّل الفجيعة برحيل ليال.
يوم رتّلت فيروز "الأم الحزينة" بكت وأبكت الملايين.
حياة الفنانين ليست وردية، ولا يتجاوزون أحزانهم بسرعة كما يتخيّل البعض، لكن محبّة الجمهور والرغبة في الشفاء من ألمٍ كبير، تدفع بعضهم إلى حرق المراحل، والعودة إلى الأضواء بسرعة، ليجدوا في حب الجمهور بعضاً من حبٍ كبير فقدوه.. حبٌ لا يعوّض.