TRENDING


مسلسل "آسر" (بطولة باسل خياط، باميلا الكيك، خالد قيش، سامر المصري، زينة مكي) ودوامة الانتقام التي نتابعها طوال أكثر من ثلاثين حلقة ولا جديد.

شيء من البرودة تعم الأجواء. الشخصيات تنقبض على نفسها كأنها مخنوقة في نفسها وحركاتها وتصرفاتها.

شخصيات مكبلة بحديد الأداء، تشعر أنها تغور في قاع وتحدثنا من عمق.


الصوت الذي بات عبئاً

الصوت الذي يروي الأحداث على خلفية المشاهد الصامتة لا يصمت ويزداد حضوره تباعاً، ويعلو فوق كل الشخصيات حتى بات هو الحوار.

كأننا أمام أعمال صامتة ويأتي هذا الصوت لينبئنا بشيء ما فيه من الارتباك والحيرة والضياع.

الصوت الذي بات عبئاً يلف أجواء العمل بكلمات وجمل عميقة لكن مبهمة، قد تصلح للقراءة أكثر من كونها صالحة لعمل تلفزيوني، هدفه التسلية والسفر في رحلة الأداء وليس شد الأذان للإصغاء الثقيل.

الحوار المقتضب بين الشخصيات سقطة

الشخصيات تختصر حواراتها وجملها. أشبه بكلمات متقاطعة غير مفهومة ومرتبكة. المشاهد كأنها اختصار أو تشذيب لعمل تلفزيوني أخر ونحن نتابع ملخصه.

ومع كل هذا التكثيف لا شيء ذو أهمية يحدث. وكأن الشخصيات تدور في فلك دائري حول نفسها، والمُشاهد يدور معها حتى يصاب بالدوخة.


طقس من الصقيع يعم الأجواء

الشخصيات تعبر بالإيحاءات والنظرات والدموع والوجوه العابسة والملامح الغائرة في البؤس والتعب، دون حرارة في الكلام وتلاطم فيما بينها.

يطغو جو من الصمت والوجوه تحكي الحوارات بتقاسيمها. فيصعب الفهم أحياناً ويصاب المتابع بالارتباك والشلل.

شيء غير مفهوم وغير مدرك. من الصعب أن يكون المُشاهد شريكا في هذه اللعبة الدرامية.

المُشاهد يتابع ولا ينخرط فيصبح في منأى عن الاحداث. فتفتح هوة بين الشخصيات وبين المتابعين ويعم جو من البرودة في الأجواء. فلا الممثلين يصلون للمشاهد ولا هو شريك لهم.


الشخصيات المكبلة

بعض الشخصيات استطاعت ان تكسر هذا الجليد بأدائها مثل خالد القيش "راغب" ومجدي مشموشي "غازي".

أما باسل خياط بدور "آسر" فهو من أكثر الشخصيات المحنطة. ملامح متناسخة تختصر على حركة العيون المغمضة والوجه الغائر بين الكفين، تعبيراً عن الأسى والضياع.

هذه الشخصية الرئيسية هي من أكثر الشخصيات المكبلة والمبهمة، والتي تسير على وتيرة واحدة يصعب الانفعال معها أو لها.

شخصية باردة دون تعابير، مصابة بالجمود حتى في أكثر المشاهد حرارة.

شخصية آسر مسجونة لدرجة يريد المشاهد أن يفك أسره ويطلقه من قيد الحبس في الأداء، نحو وجه معبر وحركة فيها حياة.

زينة مكي ممثلة كبيرة وفنانة مشهود لها. لكن في دور" ناي " مصابة بالتلعثم. كلامها صوتها تهدجها، شخصية نيئة تحتاج عصبا. صحيح هي تلعب دور مريضة متعبة، لكن الصوت غير مفهوم وكأن الكلام عالق في الحلق لا يريد أن يخرج.


باميلا الكيك تجهد نفسها في الأداء ويصل لنا، لكن حياة تحتاج جرعة عالية من المكانة.

قادرة باميلا أن تلعب كل لحظة بمزاج مختلف وحركة جسدية جديدة. لكن الشخصية ناقصة. وهذا النقص ليست باميلا المسؤولة عنه بل الكاتب أو المخرج. لأن العمل كله مصاب بنوع من الشلل والقيود والقفز بعيداً في تصوير المشاهد بطريقة مختصرة ودون سلاسة.


خلل عام

مسلسل "آسر" يعاني. الإخراج نقطة ضعفه. يتضح هذا الضعف عندما نتابع مشاهد سامر المصري"عزت" الذي يعطي من قلبه، لكنه لا يستطيع أن يغطي على الخلل العام. وتبقى مشاهده القوية والمليئة بالقوة والتعبير كأنها خارج السياق.

مسلسل "آسر" تمشي ماؤه في مجرى صعب وشائك وغير سلس. مجرى معقد ليس لأن الموضوع نفسي وداخلي ويبرز دواخل الشخصيات. بل لأن الخلل كامن في إخراج وتصوير هذه الشخصيات فبدل أن تأتي ساخنة وحارة أصيبت بالجمود والبرودة.

يقرأون الآن