جاء عرض جورجيو أرماني في ميلانو كوداع يليق بأسطورة.
في قلب ميلانو، وبين أروقة متحف Pinacoteca di Brera، تجمّع عشّاق الموضة وأصدقاء الدار ليشهدوا العرض النسائي الأخير الذي حمل توقيع المصمم الراحل جورجيو أرماني. عرض اتى بمثابة لحظة وداع شاعرية لاسم غيّر معايير الأناقة العالمية على مدى نصف قرن.
حضور يُترجم الوفاء
الصفوف الأمامية امتلأت بوجوه لطالما ارتبطت بأرماني: كيت بلاشيت، ريتشارد غير وغيرهما من الشخصيات التي جسّدت فلسفته على السجادة الحمراء وفي السينما. الحضور لم يكن استعراضًا اجتماعياً، بل تكريمًا لروح رجل جعل من البساطة رفاهية ومن الرصانة لغة عالمية.
طبيعة تلهم الخيال
المجموعة حملت عنوان “Pantelleria, Milan”، مستوحاة من الجزيرة المتوسطية العزيزة على قلب أرماني. هناك حيث تتمازج زرقة البحر بخضرة الطبيعة وظلال الصخور، وُلدت لوحة لونية انزلقت بين الأزرق العميق، الأخضر الهادئ، الرمادي الحيادي، إلى جانب لمسات من الألوان الترابية التي استحضرت جمال الضوء والظل.
أنوثة تنساب بخفة
الخياطة جاءت كما اعتادها جمهور أرماني: انسيابية، دقيقة، ومرهفة. أما الفساتين فكانت حريرية وشفافة دون ابتذال، تلامس الجسد بخفة.
بينما السترات والمعاطف صُممت بخطوط واضحة تمنح المرأة حضورًا قويًا دون أن تسلبها أنوثتها.
في حين حملت القطع الليلية لمسات بريق رصين، بينما عبّرت التصاميم النهارية عن راحة مترفة تستوحي من الطبيعة.
أثر يتخطى الزمن
بهذا العرض، رسّخ جورجيو أرماني للمرة الأخيرة فلسفته التي تقول إن الأناقة ليست صاخبة، بل عميقة وهادئة، تتحدث من خلال التفاصيل. ومن المتوقع أن يؤثر هذا الوداع على مسار الموضة المقبلة، حيث سيستمر إرثه كمرجع للبساطة المترفة والخامات التي تحاور الضوء والروح معًا.