في عرض ربيع 2026 للملابس الجاهزة، أثبت هايدر آكرمان أنه وجد مكانه داخل دار توم فورد Tom Ford، متمسكاً بروحها السينمائية مع لمسته الخاصة. العارضون لم يكتفوا بالسير بخطوات تقليدية، بل انسابوا بخفة وجرأة على منصة باللون الأزرق الداكن، يتبادلون النظرات مع الجمهور كما لو كانوا أبطال مشهد مسرحي.
لغة الجسد بدل الجمود
ابتعد آكرمان عن الوجوه الخالية من التعبير والوقفة الجامدة التي اعتدناها في عروض أخرى، ليقدم عارضين وعارضات أشبه بممثلين يغوون بوعي، لكن ببراءة مصطنعة. إيرين أوكونور وسكوت بارنهيل مثّلوا هذه الروح ببدل حريرية أنيقة وحركات توحي بعلاقة صداقة أو عشق. على خلفية ذلك، دوّى صوت ديفيد بوي وهو يؤدي نسخة مؤثرة من "Heroes".
البحر والإغواء مصدر الإلهام
قال آكرمان خلف الكواليس: "الأمر كله يتعلق بسباحة منتصف الليل، فهي أخطر وأجمل ما يمكن أن يعيشه المرء." هذا المفهوم انعكس في تفاصيل المجموعة: الجلد اللامع المثقّب كأنه مبلل بمياه البحر، الشورتات الشفافة القصيرة، والقمصان التي استبدلت بقطع داخلية صغيرة تكشف أكثر مما تخفي.
فساتين تتحدى الجاذبية
من أبرز الإبداعات فساتين سهرة بأسلاك دقيقة تجعلها تبدو معلّقة في الهواء، بحمالة وحيدة تلتف على الكتف لتعانق الصدر من جهة أخرى. بعض التصاميم أعادت إلى الأذهان "المونوكيني" الشهير، بينما استحضرت أخرى مجموعات آكرمان السابقة التي لعبت على حدود الجرأة والحرية.
انفجار لوني في فضاء داكن
الألوان جاءت صاخبة وحيوية: بدلات ساتان بلون أخضر ليموني وزهري فاتح ونعناعي، وفساتين منسدلة بدرجات البرتقالي والأزرق المائي، ازدادت إشراقاً وسط فضاء العرض المغمور بأزرق داكن يكاد يلامس السواد.
ختام يغمره الدخان
في لحظة ختامية تحمل توقيع آكرمان الخاص، امتلأت القاعة بالدخان الذي أضفى طابعاً مسرحياً على العرض. وبين جرأة الأقمشة وتلاعب الحركة والإضاءة، بدا أن المصمم نجح في إعادة صياغة مفهوم الإغواء على منصة توم فورد.