في واحدة من أكثر المحطات ألمًا في حياة الفنانة الراحلة صباح، روت الشحرورة تفاصيل خلافها المؤلم مع زوجها أنور منسي، والذي انتهى بخطف ابنتهما هويدا، لتتحول القصة إلى مأساة عائلية هزّت الوسط الفني آنذاك، كما كشفتها في مقابلة قديمة مع مجلة الكواكب.
بداية القصة: عودة محفوفة بالمخاطر
تحدثت صباح في المقابلة عن عودتها إلى أنور منسي بعد الطلاق الأول، مؤكدة أن القرار لم يكن سهلاً عليها. وقالت:
"كان من الصعب عليّ أن أنسى معاملته في فترة زواجنا الأولى، فقد تبدل أنور من موسيقي هادئ إلى رجل عصبي كثير الجدال، يقضي وقته على الطاولة ويخسر ماله، ثم يرهقني بمطالب مادية لا أطيقها."
ورغم تلك الخلافات، حاول الأصدقاء إعادة المياه إلى مجاريها بين الزوجين، ومن بينهم الفنان منير مراد ويعقوب طاطيوس، لتقتنع صباح بالعودة حرصًا على ابنتها الصغيرة هويدا.
شروط صباح الثلاثة
أوضحت الفنانة أنها قبلت العودة إلى أنور منسي بثلاثة شروط، الا يرهقها بطلبات مالية، وأن يسمح بإقامة شقيقاتها معها خلال زياراتهن إلى مصر، وأن يقلع عن لعب الطاولة.
لكن تلك الشروط – بحسب صباح – لم تصمد طويلاً، إذ عاد أنور إلى هوايته المفضلة خلال يومين فقط، بل باع سيارته لينفق على لعب الطاولة، ما جعل صباح تصف الموقف قائلة:
"لم أثُر، قلت لنفسي إنه فنان وللفنان نزواته، لكن صبري لم يدم طويلاً."
بداية الانفجار في الرحلة الفنية
تروي صباح أن الخلافات بينهما اشتعلت أثناء رحلتهما الفنية إلى الخارج، إذ كان من المقرر أن ترافقها شقيقتها سعاد في الجولة. وتقول:
"منذ أن أُغلق باب الطائرة المسافرة إلى باريس، بدأ أنور يقاطعني فقط لأن سعاد كانت معي. وفي نيويورك أقمت شهرين في غرفة لم يدخلها أنور لأن شقيقتي تشاركني إياها."
كما اشتكى أنور من اهتمامها بشقيقاتها، في حين لم يعترض على الهدايا الباهظة التي قدمتها له، بينها مجموعة كرافاتات فاخرة وروب دي شامبر من باريس.
لحظة الانفصال وخطف الطفلة
تقول صباح إنها صبرت حتى عودتهما إلى القاهرة، على أمل أن يتدخل الأصدقاء لتصحيح العلاقة، لكن الخلاف انفجر حين زارتها شقيقتها سعاد.
"دخل أنور الغرفة وقال لي: يا أنا يا سعاد في البيت. رفضت طرد أختي فحمل ملابسه وخرج."
وفي اليوم التالي، اكتشفت صباح غياب ابنتها هويدا عن المدرسة، لتكتشف أن أنور أخذها دون علمها. وفي المساء اتصل بها قائلاً الجملة التي لن تنساها أبدًا:
"لن تري ابنتك بعد اليوم."
لتضيف صباح:
"لم أسمع ما قاله بعدها، فقد أغمي عليّ وطالت غيبوبتي."
رد أنور منسي
في المقابل، نقلت المجلة ردّ أنور منسي، الذي بدا صوته – كما وصِف – "عاليًا كمن يشعر بالنصر"، حيث قال:
"لن أدافع عن نفسي، فأنا رجل مسالم ومظلوم. لا أمانع في الطلاق، لكن الوقت غير مناسب له. أما هويدا فهي عندي في الحفظ والصون. هل يخشى أحد على طفلته من والدها؟"
وأضاف أنور أن صباح "ذات أعصاب من حرير"، موضحًا أنها كانت تترك ابنتها في بيته أثناء انشغالها بتصوير الأفلام في الخارج.
نهاية مأساوية مفتوحة
اختتمت صباح حديثها بقولها إنها "تعيش مأساة حقيقية"، بعد أن وجدت نفسها بين زوج يطالب بالطلاق وطفلة غائبة تملأ قلبها حزناً وقلقاً.
أما الكلمة الأخيرة، فبقيت كما قالت المجلة آنذاك:
"تركَت صباح للقدر مهمة وضع الفصل الأخير من قصتها الحزينة."