TRENDING
ميريام فارس ومحمد منير في ديو موشح بين نخيل مصر وتفاح لبنان

هناك من يعرف كيف يراكم تاريخه ويجعله براقاً. وهناك فنان يدرك كيف يتحوّل من شخصية تقبع في قمة الوحدة، أو تنزل بين الناس وتصير كلمتهم ونغمهم وحديثهم.

هناك من يجيد تقدير نفسه ويعرف كيف يخطو بخطواته نحو الثبات.

كل هذا لنقول إنّ أغنية "الساحل الشمالي " أكثر من مجرد أغنية وديو، هي مرحلة فنية تستطيع أن تنتقل فيها ميريام فارس بمشاركتها مع محمد منير " الكينغ" إلى مرحلة جديدة ستدخل تاريخها إلى الأبد.

ليس سهلاً أن يحظى فنان من الجيل الجديد بفنانٍ مخضرم. فهذا يلقّح أمس الفن بجديده ويخلق نضارةً ويثبت أصالةً.

"الساحل الشمالي" تبادل وطني، تحضر مصر كما لبنان على بحر واحد، أوّله النيل ولا ينتهي مع المتوسط. هذ المياه هي التي تجمع كل هذا الإرث وقادرة أن تبث روحاً جديدة بكلمات قد تبدو صعبة لكنها رقراق، نغمها يهدل كحمام ووصولها إلى الروح سهل.

التناغم موجود في هذه الثنائية لكنه أخذ بميريام نحو شطأن محمد منير. فهذه الأغنية تشبهه أكثر، وهي رحلت نحو موطن فنه فتطعمت بغصنه، وكان إضافة لشجرة فنها.

ذكية ميريام في هذا التعاون الذي يشكل خطوة ناجحة مضافة إلى كل خطواتها السابقة التي دوما تقدم عليها وتحقق انتصاراً، وآخرها أغنية المونديال وقبلها الفوازير و فيلم" سيلينا " ومسلسل "اتهام" الى جانب ألمع نجوم الشاشة المصرية.

محمد منير لا يقبل ما هو دون إجماع الناس، فهو يدعمهم بفنه وينطق باسمهم وهم لم يخذلوه يوماً، فكانوا دوماً جمهوره الوفي.

وعلى الرغم من أنّه كسر كل تقاليد الفنانين المعهودة، فهو بقميص عادي وشعر أشعث، وصوت ملهم وموسيقى جديدة مطعمة بالابتكار، استطاع أن يسجّل اسماً من ذهب .

"الساحل الشمالي" أغنية ود على الطريقة البلدية، فهي تحمل في كلماتها الكثير من الخطاب الريفي، وعندما تأتي بنكهة نوبية مصرية متجددة، تصبح قطعة شهية يطيب سماعها وتقديرها والعودة إليها في كل حين. هي أغنية جغرافيا تعيدنا لعمق الجنوب المصري وحفيف النخيل موشحاً بينابيع الأنهار وتفاح لبنان.

"الساحل الشمالي" من انتاج شركة "كرافت ميديا" كلمات وألحان محمد رحيم وايقاعات أحمد بدير.

يقرأون الآن