TRENDING
ترك وصيةً صوتية لبناته.. فريد شوقي أعطى قلبه للفن والعائلة

تكتب اسم فريد شوقي على "مواقع البحث"، فتنهال عليك الملفات والتقارير والمقابلات في صفحات تُقلّبها ولا تنتهي، ويحتار القلم كيف يستقي معلوماته عن هذا النجم الأشبه بينبوع تعددت روافده، وكيف سيفي عطاءه الفني حقه!

وفي غمرة البحث عن حادثة طريفة أو معلومة نادرة حول هذا الممثل الكبير الذي عُرِفَ بكرمه وحسن معاملته وتواضعه، تُطالعك مقالات تتحدث عن تعدد زيجاته وحياته الأسرية.

وتبرز أيضًا الأسئلة الواردة على شاكلة "كم عدد زوجات فريد شوقي؟ هل رانيا فريد شوقي هي شقيقة ناهد فريد شوقي..؟" وهكذا دواليك من أسئلة ليست غريبة عن أطباع القارئين في المجتمع العربي الذين يولون الشقّ العائلي حيّزا كبيرًا في تقييمهم للنجم الذي يتعلّقون به.


 وردًا على هذه الأسئلة، يتكرّم أرشيف موقع البحث بإجاباتٍ وافية، موضحًا أن "شوقي" تزوج خمس مرات، وأنجب 5 بنات من ثلاث زيجات، فيما كانت الفنانة هدى سلطان أشهر زوجاته. ابنته منى من زينب عبدالهادي، وله "ناهد" و"مها" من الفنانة هدى سلطان، أما "رانيا" و"عبير" فمن آخر زوجاته سهير ترك.
وكان لفريد زواجًا عرفيًا من راقصة تُدعى سنية شوقي، تركها بناءً على نصيحة الفنان يوسف وهبي بسبب غيرتها الشديدة عليه من المعجبات.

وتقول المعلومات الواردة أن هدى وفريد عاشا قصة حب لامعة حين التقيا في كواليس فيلم "حكم القوي". حيث تعلّق بها وراح يكتب لها الرسائل خلال التصوير. ثم تزوجا وقدما معًا عددًا من أشهر الأفلام بينها "جعلوني مجرمًا، أبو الدهب، رصيف نمرة 5"، قبل أن تدخل الخلافات بينهما وتؤدي للطلاق.

وحين حكى شوقي عن علاقته بالمرأة، قال إنها شريكة فعلية في كل أفكاره. فالمرأة زوجة الفنان لا بد أن يكون لديها الحاسة الفنية، ولكن، ليس بالضرورة أن تكون ممثلة، ولا أن تعمل في الحقل الفني




سيرته
ولد فريد شوقي في حيّ السيدة زينب بالقاهرة بتاريخ 30 تموز (يوليو) 1920، وحصل على دبلوم من مدرسة الفنون التطبيقية، قبل أن يتبع شغفه ويلتحق بمعهد الفنون المسرحية، ويبدأ العمل في الفرق المسرحية.

بدأ مسيرته في السينما عام 1946 في فيلم "ملاك الرحمة" من إخراج يوسف وهبي، ثم قدم "ملائكة في جهنم" عام 1947 مع المخرج حسن الإمام، ثم أصبح أحد أهم ممثلي الخمسينيات والستينيات، ولقب بوحش الشاشة وملك الترسو، كواحد من أشهر من لعب دور البطل الفتوة الذي يضرب أعداءه.

لم يقتصر عمل "شوقي" على التمثيل، بل امتد أثره للإنتاج والتأليف. وكان فيلم "الأسطى حسن" (1952) من قصة شوقي وسيناريو وحوار السيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف، عن العامل البسيط حسن الذي يتعرّف على إحدى سيدات المجتمع وتتوطد علاقته بها.

كتب شوقي عدة مسلسلات تلفزيونية بدأها بـ"عم حمزة، صابر يا عم صابر". أما أشهرها فكان "البخيل وأنا". وكان متعلقًا بعمله بشدة، لدرجة جعلته يقول: "عندما أستريح أتعب وأمرض. في عزّ مرضي في لندن كان معي شيئان، مسجل للقرآن، ومسجل أخر أسجل فيه خواطري من أفكار لأفلام ومسلسلات، في عز المرض في انتظار العملية الجراحية كنت أسجل أشياء لسنوات قادمة..".

وله تصريحات مدوية قالها في حديثه مع الإعلامي عمرو أديب، قبل أشهر من وفاته. حيث قال إنه يعتبر نفسه عاش 200 عام لأنه لم يحرم نفسه من شيء.

وحين تحدث عن علاقته ببناته، أكد أنه لم يبخل أبدا في الإنفاق عليهن. وكشف أنه أخذهن إلى أوروبا وجال بهن في دول كثيرة حول العالم، معلّقًا: "إذا لم يُمتّع الأب ابنته، يمكن لأي شاب تافه أن يغريها بسيارة فيات".

وانتقد "شوقي" سيطرة حب المال على نفوس الفنانين الجدد آنذاك، أي جيل التسعينات، مستنكرًا تسرّع الفنانين الشباب وصعودهم السلّم بسرعة، معلقًا: "المال غيّر الفن"!

شوقي الذي كشف في هذا الحوار أنه قدم كل الشخصيات التي يريدها في 360 فيلما سينمائيًا، تمنى أن تعود السينما لتقديم الموضوعات الاجتماعية التي تفيد الناس والأسرة.



قد يبدو غريبًا لمن عرف فريد شوقي بأدواره، ولم يتعرّف بشخصه، أن هذا النجم الذي لُقِّب بـ"الوحش" كان يمتلك قلبًا مليئًا بالحب الذي وزّعه بين الفن والعائلة.
فقد ‫ترك الراحل وصيته مسجلة بصوته، لبناته الخمس، منى، ناهد، مها، عبير، رانيا، واحتفظ بها في مكان أمين في غرفة مكتبه، وطلب أن لا تفتح إلا بعد رحيله، وكشف عن ذلك في حواره لمجلة "المصور" 1998، قائلًا: "لي أمنية أرجو من بناتي تنفيذها بعد وفاتي، الوصية مسجلة بصوتي في مكان أمين في مكتبي، وأنا لا أرجو ولا أتمنى أن ينشأ خلاف بين بناتي لأن من حظي السيئ أو القدر أراد أن يلعب بي أو أنا غلطان، سموها زي ما تسموها، أنني تزوجت ثلاث مرات، فعندي 5 بنات من 3 ستات، فأخشى رغم أن فيه وفاق والحمد لله تماما، أخشى من الكلمات وحتى أريح نفسي، فأنا ليس عندي الورث أو الأطيان أو العمارات التي يتكالبون عليها، يعني ما فيش حاجة أبدا والحمد لله، نفسي يفضلوا حبايب والحمد لله".



 توفي فريد شوقي يوم الإثنين 27 تموز يوليو من العام 1998 عن عمر ناهز الـ 78 إثر التهاب رئوي حاد دام لمدة حوالي عامين نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض. وشُيّعت جنازته بمأتمٍ مهيب من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير عقب صلاة الظهر، فيما دُفِنَ بقبره الخاص بمنطقة الإمام الشافعي.

نال الراحل العديد من التكريمات في حياته وبعد وفاته، كان آخرها عندما قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته 36 إهداء اسمه وسام "فنان الشعب" احتفالا بمئوية ميلاده، وقالت إدارة المهرجان حينها إن التكريم يأتي "تقديرًا لعطائه الكبير ممثلاً ومؤلفًا ومنتجًا، حيث قدّم للسينما المصرية والعربية مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما وترك علامات بارزة في الوجدان الشعبي المصري والعربي".

يقرأون الآن