TRENDING
كلاسيكيات

أنور وجدي... تفاصيل النهاية المأساوية في الساعات الأخيرة من حياته

أنور وجدي... تفاصيل النهاية المأساوية في الساعات الأخيرة من حياته

رحل الفنان الكبير أنور وجدي في واحدة من أكثر النهايات مأساوية في تاريخ السينما المصرية، بعد صراع طويل مع المرض انتهى في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1955. مجلة آخر ساعة نشرت حينها تقريرًا مصورًا يوثّق اللحظات الأخيرة في حياة الفنان الراحل، كاشفة تفاصيل صادمة عن معاناته الجسدية والنفسية حتى آخر لحظة في حياته.


بداية المرض في القاهرة

بدأت رحلة الوجع عندما شعر أنور وجدي بتدهور حاد في حالته الصحية أثناء وجوده في مصر، فتم نقله إلى مستشفى دار الشفاء. هناك اكتشف الأطباء أنه مصاب بمرض خطير في الكليتين، إلى جانب اضطراب حاد في الدم، إذ ارتفعت كرات الدم البيضاء بشكل كبير حتى بدأت تهاجم الحمراء وتفترسها. ورغم محاولات الأطباء لإنقاذه، بما في ذلك التفكير في تغيير دمه بالكامل، لم تفلح أي وسيلة في تحسين حالته.


قرار السفر إلى السويد

في أحد الأيام، وأثناء متابعة الفريق الطبي له، لاحظ الأطباء نزيفًا حادًا من أنفه وتدهورًا سريعًا في حالته. تقرر نقله بشكل عاجل إلى السويد لإجراء جراحة دقيقة في الكلى، بينما نصح أحد الأطباء زوجته ليلى فوزي بالاستعداد لاحتمال تركيب كلية صناعية له في المستقبل.


العملية... والأمل الضعيف

سافر أنور وجدي برفقة زوجته إلى ستوكهولم، ودخل غرفة العمليات لإجراء الجراحة المنتظرة. بعد ساعات طويلة، خرج الطبيب ليبلغ ليلى فوزي بنتيجة العملية قائلًا: "العملية نجحت... لكن الأمل ضعيف." كانت الجملة كفيلة بإغراق ليلى في اكتئاب حاد حاولت إخفاءه عن زوجها الذي كان متعلقًا بها بشدة. كانت تمثل له السند والراحة الوحيدة وسط آلامه، وكان يقول للممرضات وهو يشير إليها: "شايفين مراتي حلوة إزاي؟ لأول مرة بحس إني بحب من قلبي."


العمى والصمت والغيبوبة

بعد ساعات قليلة من حديث الطبيب، بدأت حالته تتدهور بسرعة. فقد أنور وجدي القدرة على النطق، ثم فقد البصر، قبل أن يدخل في غيبوبة كاملة. وبينما كان الجميع ينتظر اللحظة الحتمية، حدث ما لم يتوقعه أحد.


عودة مفاجئة إلى الحياة

في الساعة الرابعة عصر يوم 14 مايو 1955، أفاق أنور وجدي فجأة من غيبوبته. بدأ يتحدث ويمزح وكأنه تعافى تمامًا، حتى إنه رأى بوضوح وتحدث عن المستقبل قائلًا: "خلاص... من بكرة مفيش أكل بروشتة، ولا نوم بروشتة... انتهى العذاب." ظنت ليلى فوزي أن الطبيب أخطأ وأن زوجها بدأ يتماثل للشفاء، لكن بعد ساعتين فقط، انهارت حالته من جديد وبدأ النزيف العنيف. أمسك بيد ليلى وهو يعاني من آلامه الأخيرة، بينما كانت تصرخ باكية: "الحقوه... عايزاه يعيش!" إلا أن القدر كان أسرع، وفارق أنور وجدي الحياة بين يديها.


مأساة ما بعد الرحيل

انهارت ليلى فوزي وأغمي عليها، حتى أيقظها الطبيب محذرًا: "يجب أن تهدئي حتى لا تؤذي الجنين في بطنك." وبعد ساعات من الفاجعة، بدأت ليلى إجراءات نقل الجثمان إلى القاهرة، بمساعدة وزير مصر المفوض في السويد زكي قناوي. اشترت فستانًا أسود وحذاءً أسود لتعود بهما إلى وطنها مع جثمان زوجها الراحل، وكانت تحمل في يدها الراديو الصغير الذي اشتراه أنور في أيامه الأخيرة لتسليته داخل المستشفى.


النهاية التي كسرت القلوب

عاد جسد أنور وجدي إلى القاهرة ليوارى الثرى، بينما بقيت قصته علامة في ذاكرة السينما المصرية. لم يكن رحيله مجرد فقدان فنان كبير، بل نهاية تراجيدية لرجل عاش الحب والنجاح والألم في آنٍ واحد... حتى آخر نفس.